تحليل البيانات النوعية

4- تحليل البيانات النوعية:

- الكثير من خبراء التحليل النوعي يروا أنّ تحليل البيانات النوعية يبدأ من لحظة البدء بجمع البيانات لما له من خلال تسجيل الملاحظات حول كل جزئية، والتي ستفيدنا في عملية التحليل فيما بعد، ولا تنتهي حتى بداية كتابة تقرير البحث لأنه من الممكن أن يتبين لنا شيء من النتائج.

- خصائص التحليل النوعي:

  1. ليس له منهجية منضبطة ( لا يوجد أسلوب واحد للتحليل ) ولكن هذا لا يمنع من تحديد منهجية التحليل التي اعتمدت في التحليل.
  2. شخصية محلل البيانات وذاتيته : يضم البحث النوعي شيء من اللمسات الذاتية والشخصية لمحلل البيانات.
  3. النمو والتطور : إنّ عملية التحليل النوعي متطورة لأنك قد تبدأ وفق منهجية معينة، ثم تكتشف في مرحلة ما أنك تحتاج لمعلومات أكثر تحصل عليها إما عن طريق إعادة قراءة البيانات ، أو العودة إلى المستبينين وتطرح أسئلة إضافية عليهم.
  4. الكم ليس المقياس الأول: قد يكون هناك عبارة واحدة يذكرها المستهدف في البحث تكون ذات معنى عميق تفوق بالأهمية عدد كبير من الكلمات.
  5. الحالات الشاذة : وهي صاحبة الفارق ويجب على الباحث أن يذكرها ولا يجوز له أن يهملها.
  6. يستفاد من المعلومات التي ذكرت والتي لم تذكر: فقد يلاحظ أنّ المستهدفين في البحث ذكروا جانب ما،و أهملوا جانب آخر أو تمّ ذكره من قبل عدد قليل جداً والبقية لم يشيروا له.
  7. لا بدّ من الإشارة إلى أنّ هناك برامج تساعدنا على إجراء التحليل النوعي بشكل وصفي أهمها: Nvivo , MaxQL.

- كيفية إجراء التحليل النوعي:

  1. تصنيف الأجزاء الناتجة عن عملية الترميز تبعا لمحاور الدراسة.
  2. حساب تكرارات هذه الأجزاء في كل محور.
  3. ملاحظة العلاقات ما بين الأجزاء في كل محور.
  4. ملاحظة علاقة كل محور في بقية المحاور من خلال معرفة التقاطعات فيما بينها.

اختبر نفسك:

  1. البيانات النوعية : (يمكن اختيار أكثر من إجابة)
    • بيانات كثيرة وغزيرة.
    • نعلم مسبقاً حجم البيانات الذي سنحصل عليه.
    • ليس لها منهجية تحليل محددة.
  2. تبدأ عملية تحليل البيانات النوعية :
    • مع نهاية جمع البيانات.
    • مع بداية جمع البيانات.
    • خلال عملية جمع البيانات.
  3. تنتهي عملية تحليل البيانات النوعية :
    • تستمر عملية التحليل النوعي حتى بداية كتابة التقرير.
    • حتى نهاية كتابة التقرير.
    • حتى نهاية جمع البيانات.
  4. ضع إشارة ( صح ) أمام العبارة الصحيحة وإشارة ( خطأ ) أمام العبارة الخاطئة:
    • (         ) كمية تكرار الكلمة ليس المقياس الأول في التحليل النوعي.
    • (         ) تحليل البيانات النوعية منضبط من حيث المنهجية.
    • (         ) في التحليل النوعي يتم الاستفادة مما تم ذكره في البيانات ومما لم يذكر وتمّ إغفاله.
    • (          ) يضم التحليل النوعي شيء من الأفكار الذاتية والشخصية للباحث.
    • (          ) الحالات ( القيم ) الشاذة في التحليل النوعي لايتم حذفها لأنها علامات فارقة يجب الوقوف عندها.
  5. يمكن الاستعانة بالبرامج الحاسوبية التالية في عملية التحليل النوعي : (يمكن اختيار أكثر من إجابة)
    • Spss
    • Nvivo
    • MaxQL
    • Excel

مثال تطبيقي:

تمّ إجراء مقابلات مع مجموعة من أهالي الأطفال المستفيدين من مشروع الدعم النفسي للأطفال في مناطق النزاع والذي يتضمن دورات تعليمية وترفيهية للتعرف على أوضاع الأطفال النفسية والسلوكية، وسنقوم بإجراء التحليل النوعي لهذه المقابلات.

استكشاف البيانات:

الخطوة الأولى: ترتيب الإجابات في نصوص متتالية كما يلي:

المقابلة الأولى: تقول أم محمد " يعاني طفلي من صدمات نتيجة الصراع القائم في منطقتنا وقد انعكست على حياته وتحصيله الدراسي، مما سبب حالة من الكآبة والحزن لديه، فهو ممنوع من ممارسة طفولته كاللعب مع أبناء جيراننا وزيارة أصدقائه والأقارب بسبب الخوف وتردي الحالة الأمنية، لذا احضرته إلى هذا المركز لعله ينسى لبعض الوقت الواقع الذي نعيشه، صار له يزور المركز منذ شهر تقريبا، ثلاث مرات في الأسبوع، أرى الأمل بغد أجمل في عيونه عند عودته للبيت، يكون أكثر نشاطاً وإقبالا على الدراسة، كما أنّ تعامله مع بقية أفراد العائلة يكون ودياً على عكس حالته السابقة، حيث كان يبكي ويصرخ لأتفه الأسباب، أرجو أن تستمر مثل هذه النشاطات في منطقتنا حتى ينتهي هذا الصراع الدامي ".

المقابلة الثانية:  تقول منيرة، 38 عاماً، وهي مدرسة لغة عربية في إحدى مدارس دمشق ووالدة لطفلين أشعر بالأسى والخوف من المستقبل القادم وأنا أشاهد ردات فعل العشرات والمئات من الأطفال المتأثرين بالأحداث. ضعف التحصيل العلمي والاهتمام بالدراسة وزيادة العنف بشكل غير مسبوق بينهم، تجعل المستقبل قاتماً أمام عيني، ربما ستساعد هكذا مشاريع على تحسين الجانب النفسي والسلوكي المدمر لدى الأطفال.

المقابلة الثالثة: ذكر والد طفل بالغ من العمر عشر سنوات معاناة ابنه من الكوابيس والأرق الذي يمنعه من النوم حتى ساعات متأخرة من الليل بسبب الخوف من القصف، إضافة إلى التعلق الزائد بأمه، بالإضافة إلى التبول غير الإرادي في بعض الأحيان، قضم الأظافر، ومص الأصبع، يمرض كثيراً، لذا جاء بابنه إلى المركز لعله يجد العلاج لحالته ويعود طفلاً طبيعياً ولو لساعات قليلة بحيث ينسى فيها الحرب ومرارتها.

المقابلة الرابعة: يزداد العنف لدى الأطفال وخاصة مع الأخوة والأخوات الأصغر سناً وذلك نتيجة الظروف التي يعيشونها،وفقدان الوالد بسبب الاختفاء القسري، أدى ذلك إلى تراجع في نسبة الدافعية والاهتمام بالمدرسة عما كانت في السابق، وحتى عند الأطفال الذين كانوا متفوقين من قبل وذلك بسبب الخوف من التعرض للإصابة في الطريق إلى المدرسة.

المقابلة الخامسة: تقول أم فادي " نتيجة الأوضاع السائدة، وفقدان زوجها المعيل لعائلته ووالديه نتيجة الموت، وبحثها الدائم عن مساعدات أو فرص عمل ممكنة. كلّ ذلك وغيره أثّر سلباً على اهتمامها بأطفالها، عدا عن كونها جزء من كلّ الناس الذين يعانون اضطرابات وصدمات نتيجة الأحداث مما يؤثر على قدرتهم على استيعاب حالات أطفالهم، بل وكثيراً ما يتم تفريغ الضغوط بالأطفال وممارسة العنف ضدهم، أدى ذلك إلى البكاء المفاجئ بدون أسباب واضحة والخوف من أي شيء ".


الخطوة الثانية : التلوين (تحديد الكلمات المهمة).

عد إلى المقابلات السابقة وحاول تلوين الكلمات التي تراها هامة ضمن هذه المقابلات.

ترميز البيانات:

الخطوة الثالثة : تجميع الكلمات المتعلقة بالدراسة في جدول أهداف المقابلة بهدف تصنيف الأجزاء الناتجة عن عملية الترميز تبعاً لمحاور الدراسة، ومن ثم تحديد ماسيتم إبقاؤه أو حذفه بعد المقارنة بمؤشرات الدراسة.

يتضمن ترميز المعلومات الأساسية المهمة والمتعلقة بالدراسة كما في الجدول التالي:


تحليل البيانات:

حساب تكرارات هذه الأجزاء في كل محور:

المقابلة الأولى: تقول أم محمد " يعاني طفلي من  الخوف وتردي الحالة الأمنية نتيجة الصراع القائم في منطقتنا، وقد انعكس ذلك على حياته وتحصيله الدراسي، مما سبب حالة من الكأبة والحزن لديه، فهو ممنوع من ممارسة طفولته كاللعب مع أبناء جيراننا وزيارة أصدقائه والأقارب لذا احضرته إلى هذا المركز لعله ينسى لبعض الوقت الواقع الذي نعيشه، صار له يزور المركز منذ شهر تقريبا، ثلاث مرات في الأسبوع، أرى الأمل بغد أجمل في عيونه عند عودته للبيت، يكون أكثر نشاطاً وإقبالا على الدراسة، كما أنّ تعامله مع بقية أفراد العائلة يكون ودياً على عكس حالته السابقة، حيث كان يبكي ويصرخ لأتفه الأسباب، أرجو أن تستمر مثل هذه النشاطات في منطقتنا حتى ينتهي هذا الصراع الدامي ".

المقابلة الثانية:  تقول منيرة، 38 عاماً، وهي مدرسة لغة عربية في إحدى مدارس دمشق ووالدة لطفلين أشعر بالأسى و الخوف من المستقبل القادم وأنا أشاهد ردات فعل العشرات والمئات من الأطفال المتأثرين بالأحداث. ضعف التحصيل العلمي والاهتمام بالدراسة وزيادة العنف بشكل غير مسبوق بينهم، تجعل المستقبل قاتماً أمام عيني، ربما ستساعد هكذا مشاريع على تحسين الجانب النفسي والسلوكي المدمر لدى الأطفال.

المقابلة الثالثة: ذكر والد طفل بالغ من العمر عشر سنوات معاناة ابنه من الكوابيس والأرق الذي يمنعه من النوم حتى ساعات متأخرة من الليل بسبب الخوف من القصف، إضافة إلى التعلق الزائد بأمه، بالإضافة إلى التبول غير الإرادي في بعض الأحيان، قضم الأظافر، ومص الأصبع، يمرض كثيراً، لذا جاء بابنه إلى المركز لعله يجد العلاج لحالته ويعود طفلاً طبيعياً ولو لساعات قليلة بحيث ينسى فيها الحرب ومرارتها.

المقابلة الرابعة: يزداد العنف لدى الأطفال وخاصة مع الأخوة والأخوات الأصغر سناً وذلك نتيجة الظروف التي يعيشونها،وفقدان الوالد بسبب الاختفاء القسري أدى إلى التعلق الزائد بالأم، أدى ذلك إلى تراجع في نسبة الدافعية والاهتمام بالمدرسة عما كانت في السابق، وحتى عند الأطفال الذين كانوا متفوقين من قبل وذلك بسبب الخوف من التعرض للإصابة في الطريق إلى المدرسة.

المقابلة الخامسة: تقول أم فادي " نتيجة الأوضاع السائدة، وفقدان زوجها المعيل لعائلته ووالديه نتيجة الموت، وبحثها الدائم عن مساعدات أو فرص عمل ممكنة. كلّ ذلك وغيره أثّر سلباً على اهتمامها بأطفالها، عدا عن كونها جزء من كلّ الناس الذين يعانون اضطرابات وصدمات نتيجة الأحداث مما يؤثر على قدرتهم على استيعاب حالات أطفالهم، بل وكثيراً ما يتم تفريغ الضغوط بالأطفال وممارسة العنف ضدهم، أدى ذلك إلى البكاء المفاجئ بدون أسباب واضحة و الخوف من أي شيء ".


ملاحظة العلاقات مابين الأجزاء في كل محور:

- يعتبر الخوف أكثر عامل يؤثر في نفسية الأطفال.
- هناك علاقة واضحة مابين الخوف لدى الأطفال وشعورهم الدائم بالكأبة والحزن.
- يرتبط الخوف لدى الأطفال في الغالب بالبكاء المفاجئ دون سبب، وزيادة التعلق في الأم، والكوابيس.
- لا توجد علاقة مابين الأطفال العنيفين والأطفال الذين يقضمون أظافرهم أو أولئك الذين يمصون أصابع يدهم.

علاقة كل محور ببقية المحاور (علاقة التغيرات النفسية بالتغيرات السلوكية):

- العنف هو السلوك الأكثر انتشاراً بين الأطفال والناتج بالدرجة الأولى عن الأوضاع النفسية المتردية لهؤلاء الأطفال ( خوف – توتر )، ويبلغ عدد الأطفال الذين يلجؤون للعنف لتخفيف ضغوطهم النفسية بمعدل 3 أطفال من 5 أطفال، وهي نتيجة مرعبة سيكون لها مضاعفات سلبية على المجتمع.
- قيام الطفل بقضم أظافره مرتبط بحالة الخوف التي تتمالكه وتبلغ نسبة الأطفال الذين يقضمون أظافرهم عند شعورهم بالخوف طفل واحد من 5 أطفال، وهي نتيجة قابلة للتصحيح وأقل خطورة من سابقتها.
- وكذلك الأمر بالنسبة لمص الطفل لإصبع يده، فقد بلفت نسبة الأطفال الذين يسلكون هذا السلوك عند شعورهم بالخوف طفل واحد من 5 أطفال.

اختبر نفسك:

يعتبر مشروع " برنامج دعم المرأة " حجر أساس للسلسلة من المشاريع التي تهدف إلى بناء قدرات النساء وخاصة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي. والمطلوب إجراء متابعة وتقييم لهذا المشروع من خلال:

1. استخدم أحد أدوات التحليل النوعي للحصول على البيانات.
2. قم بتحليل البيانات التي حصلت عليها تحليلاً نوعياً.